الأحد، 9 يونيو 2013

المُخلدون في الأرض


 الخلود فكرة تراود الإنسان منذ قديم الأزل حتي الأن و ستستمر إلي أمد الآمدين تنوعت الثقافات و الحضارات و لكن ظلت أسطورة الخلود حلم الإنسان.

قال تعالي في كتابة الحكيم (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا) سورة النساء الأية 78


فالموت هو نهاية كل الكائنات مهما طال بها العمر و مهما تنوعت و إختلفت الأزمنة ،  ولكن هذا لم يعيق الإنسان لحلم الحياة الأبدية و الخلود و في نفس الوقت الحياة بشباب تام مهما تقدم العمر، وقد أجري العلماء أبحاث عن أطول الكائنات المعمرة في عالمنا فوجدوا حيوان (البريتموس) ذلك الحيوان البرمائي الذي ظهر منذ أكثر من 56 مليون عام وقد قدروا عمر الفرد من هذا الحيوان بـ100 عام فهو كائن يعيش في الظلام يتغذي علي أقل قدر ممكن من الأكل و كذلك يُرشد من إستنشاقه للأكسجين.. فهل الحل لحياة مديدة هو العيش متخفيين ؟!


بناء على العديد من مقابلات مع أعظم ثلاثمائة من أبرز علماء العالم، وضعت بعض التوقعات لما سيبدوا عليه العالم بعد مئة عام من اليوم.
تنوعت و إختلفت توقعاتهم و لكنهم إتفقوا علي أن متوسط عمر الإنسان سيزداد بشكل كبير حيث أنه سيتم إبطاء الشيخوخة من خلال مهاجمتها على مستوى الجين الوراثي. وقد يطول عمر الانسان من 30: 50 عام حيث أن معدل عمر الإنسان حاليا يصل في بعض الأماكن من العالم إلي 70 عام من وكذلك باستخدام العلاج الجيني وتغيير الجينات التي قد تصاب بالإنهاك مع تقدم السن وقد توصل العلماء بالفعل للجينات المسئولة عن الشيخوخة و قاموا بعزلها بحيث يتم المحافظة علي شباب الشخص وقد صرح البروفسور ريتشارد ميللر من جامعة ميتشغان بناء علي العديد من التجارب التي تمت علي الفئران و الكلاب نتج عنها زيادة عمر تلك الحيونات بنسبة 40% إلا ان هذا التعديل الجيني قد نتج عنه العديد من الأمراض علي القلب و ضعف البصر و ضعف حاسة السمع و لازال العلماء يبحثون عن طريقة لإستمرار شباب الشخص بدون التأثير علي باقي حواسه.


و ليس هذا فقط  فسوف تسمح الهندسة الوراثية لنا بإنجاب «أطفال حسب الطلب»، بحيث يصبح بإمكان الوالدين إختيار الشخصية الفيزيائية وربما الفكرية لأطفالهم، وسيتم تصميم بعض هؤلاء الأطفال كي يمتلكوا «قدرات إنسانية خارقة» او يصبحوا أقوياء واكثر ثقافة واكثر سعادة و أكثر ذكاء من غيرهم.


ويبدو ان نبوءة العرافة البلغارية المعروفة فانغا سوف تتحقق عندما قالت: "ستقضي البشرية في القرن الحادي والعشرين على السرطان وسيأتي اليوم الذي سيكون فيه السرطان مكبلاً بسلسلة من الحديد" وذلك بسبب أن العالم سيتوصل لتقنية القنابل الجزيئية «الذكية» التي سيتم ضخّها في الدم لقتل أية خلايا سرطانية، وبواسطة إستخدام رزمات دقيقة ، سيجري البحث عن الخلايا السرطانية وتدميرها قبل سنوات من أن تصبح تمثّل تهديداً لحياة الانسان، إما من خلال تسميمها او تفجيرها او تمزيقها. وسوف يصبح العلاج الكيماوي أسهل من عملية التبرع بالدم، ومع ذلك، فلن يتم العثور على علاج للسرطان، فهناك أنواع كثيرة جداً من السرطانات التي يمكنها ان تحوّل شكلها بسرعة هائلة، ولذلك، فان هذا المرض سوف يبقى، لكن الاطباء سيكونون أقدر وأكثر تسلحاً للتشخيص المبكر وعلاج هذا المرض.


اضف إلي ذالك أن مرايات الحمامات ودورات المياه سوف تحتوي على مجسات للتعرف على الحمض النووي للاشخاص المرتادين لهذه المرافق، وستكون هذه المجسات قادرة على إكتشاف البروتينات المنبعثة من مئات الخلايا السرطانية في أية مستعمرة سرطانية قبل عشر سنوات من تحولها الى أورام. وفي هذه الحالة سيجري كل شخص كشفا طبيا كاملا في كل مرة يذهب فيها الى الحمام، الذي يحتوي على طاقة كمبيوترية تفوق أي مستشفى حديث. وسوف تختفي كلمة «ورم» من اللغة، لدرجة ان الملابس العادية ستحتوي على شرائح لاكتشاف السرطان، ولكن هذه الشرائح ستكون متعددة الأغراض، بحيث يمكنها استدعاء سيارة الاسعاف في حال وقوع حادث وتحميل البيانات الطبية لأقرب مستشفى ورصد أي إضطرابات في دقات القلب او التنفس او موجات الدماغ. وسيكون من الصعب في المستقبل ان يموت شخص ما وحيدا، لان الشريحة التي تحتويها الملابس سوف تمكنها اكتشاف أي إشارة عن وجود علة ما، وأخذ صورة ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم الداخلية كي يفحصها الطبيب.

  وقد إستطاع علماء الأن إختراع جهاز يستطيع عمل فحص كامل للجسم في مدة ساعة ليخرج بنتائج لكل تفصيلة من تفاصيل الجسم ، وبنتائج بنسبة خطأ 2% ونسبة نجاح 98% و لكنة بالتأكيد بالنسبة للمستقبل سيكون جهاز بدائي جداً.


كما أنه سيتمكن الطب من علاج أي مرض وذالك بسبب أجهزة النانو المتطورة الدقيقة التي تعيش في نظام الدورة الدموية وتعمل على تنظيف الجسم. تتحرك هذه الأجهزة في جميع أعضاء جسم الإنسان وتقوم تلقائياً بتصحيح أي خلل أو عيب أو نقص، فعلى سبيل المثال تعمل الأجهزة على خفض نسبة الكولسترول والقضاء على الخلايا السرطانية والميكروبات الضارة. على كل حال كل شيء يحدث كما تصوره الكاتب الانكليزي الخيالي أرتور كلارك(ولد 16 ديسمبر 1917 في بريطانيا وتوفي في 19 مارس 2008) الذي يعتبر واحد من الثلاثة الكبار في الخيال العلمي علي مستوي العالم وقد تنبأ بكل هذا. فإذا تعرضت إلى رضوض خطيرة في العمود الفقري مثلاً أو إلى فقدان الأصابع أو اليد أو القدم فليس هناك أي مشكلة لأن العلاج يأتي فورياً عن طريق تناول ما يسمى "بحبة إعادة التكوين" التي تعيد بعد فترة وجيزة الأعضاء المفقودة إلى طبيعتها من جديد. هذا ما تنبأت به ابضاً البروفسور إيلين هيبر كاتس من معهد ويستر من فيلادلفيا في أواسط العقد الأول من الألفية الثالثة
ومع ذلك أيضا، فلن يتم القضاء على كل الامراض، لأن لديها قدرة على التحول والتغيير أسرع من قدرتنا على علاجها حتى في عام 2100.


هذا كله ليس ضرب من ضروب الخيال ولا سيما أن بعض نماذج الإختراعات التي يجري الحديث عنها موجودة الآن بالفعل، وكل منها يخضع لقواعد الفيزياء.


و لكن السؤال هنا هل كل هذا كافي لكي يكون الإنسان مُخلد ؟