السبت، 1 فبراير 2014

اخترناه




عزيزي القارئ قبل أن تنخدع في عنوان المقال و تبدأ في الثناء أو الذم توقف لدقائق و فكر معي....
من منا عزيزي القارئ لم يختر التكنولوجيا و يتلهف عليها؟
كم منا ليس لديه حساب شخصي علي مواقع  التواصل الإجتماعي المختلفة؟ 
كم منا لم يصنف الأشخاص بناء علي ما يكتبونه علي صفحاتهم  الشخصية؟
كم شخص انهى علاقته بصديقه بناء علي ما يكتبه علي صفحته ؟

نعم نحن اخترنا التكنولوجيا إسلوب اًلحياتنا رغم أننا لا نصنع التكنولوجيا ولا حتي( نحسن استغلالها ففاقد الشئ لايعطيه) و هذا شئ مؤسف وعلينا الإعتراف بذلك و لكن من يعتقد أن التكنولوجيا التي بتنا فيها ليس بها سلبيات فهو واهم فسلبياتها تكاد توازي إيجابيتها، هنا لن اتكلم عن إيجابيات تكنولوجيا التواصل بالتحديد بين الأفراد فهي متعددة و كثيرة أهمها التواصل مع أشخاص ربما لم تكن لتعرفهم بالمقاييس الجغرافية،أصبحنا نتبادل أفكارنا وأرائنا بشكل موسع وأصبح العالم متصلاً ببعضه بشكل غير مسبوق  للبشرية .

ولكن دعونا نبين سلبياتها لكي نعي أن الحياة العادية التي نعيشها جميعاً أفضل  ملايين المرات من التواصل اجتماعيا عبر المواقع الإلكترونية ، فرغم التواصل الهائل الذي أصبحنا فيها إلا أن التكنولوجيا دمرت أفضل ما فينا وهو تراثنا و تاريخنا عاداتنا و تقليدنا التي تربينا عليها،فقد أصبحنا نصنف الآخرين بناء علي أفكارهم التي يكتبوها و طريقة ردودهم علي الآخرين و أصبحنا مجتمع عنصري حتي علي الإنترنت ،وبذلك نكون قضينا علي روح الفلسفة الإنترنت من حيث التعلم و المشاركة وإحترام الاخرين الذين في بعض الأحيان قد تكون لا تعرفهم ولا يعرفوك في الحياة الواقعية  .

فلو قامت إحدى المؤسسات الدينية أو الحكومية بفعل ذلك لكان هذا استبداد و ظلم و تعجرف منهم !! و لكن عندما يحدث التصنيف علي يد صانعي التكنولوجيا فقد أصبح الأمر مبتكراً بل إن الكثير لا يهتم بمثل هذه الاشياء علي اعتبار إنها (أفورة كلام) و لكن من يتأمل الواقع يدرك أن ما يحدث ليس طبيعاً ، وأصبحنا نري ونسمع عن (فلان اللي مسح فلان علشان قال مش عارف إيه) و (فلانة اللي طلبت الطلاق من جوزها علشان قال ايه علي الفيسبوك بتاعه!) و خلافه من مواقف المضحكة  علي قدر كونها مبكية . 

أما ثقافياً فأصبح مصدرنا اللرئيسي في البحث عن أي معلومة هو جوجل حيث أصبح لدينا  يقين غير منطقي أو مبرر بأن كل ما نقرأه علي النت مسلم به من حيث صحتة وجوده محتواة  وهذا غير صحيح ! فالتكنولوجيا تأخد من الثقافة و تعطيك ما تريده هي و ليس ما تريده أنت وإذا أردت الاستيضاح أكثر علي مستوي العلمي.. انظر الي رسائل الدكتوراة و الماجستير المتاحة في أيامنا هذه و بين شبيهاتها منذ 30 عام ستجد إختلاف من حيث قيمة المعلومة و جودتها و تنوعها المثير للدهشة إذا ما قارنتها بايامنا هذه ،إلي جانب أن المثقف في أيامنا هذه أصبح بعدد الأفلام التي شاهدها و (التويتات اللي كتبها او البوستات التي شيرها) وأصبحنا بعيدين كل البعد عن المعني الحقيقي للثقافة و التعلم فأصبح أغلب المجتمع مثقف (بتاع كله) و في نفس الوقت اغلب المجتمع يعاني من الجهل !!
وإن نظرنا من الناحية التكنولوجيةً فتسجد اننا أصبحنا مع الوقت نعتقد أن أي براءة إختراع جديدة هي معجزة حلت علينا من السماء أو أن أي إختراع أو تكنولوجيا جديدة هي مناسبة تماماً لنا!! فتجد الأفراد يسارعون لشراء أحدث الهواتف المحمولة  وينسون الأقساط الغارقين فيها، وتحولنا إلي  مجتمعات إستهلاكية الي أبعد الحدود  ولا يرتبط هذا بتأخر بلادنا، فأمريكا بالرغم من كونها أكبر إقتصاد في العالم و اضخم مصدر للتكنولوجيا هي ذاتها ،أكبر مستهلك، و أصبح العلماء يفكرون في أفكار غريبة و عجيبة قد تنهي البشرية إن نجحو في تطبيق أفكارهم ،فالحياة بدون معيار واضح للصواب وللخطأ ستكون جحيماً وكما يقال في امثالنا(الشىء اللى يزيد عن حده ينقلب لضده)

قد يتسأل البعض ما الحل؟

في الواقع هناك الكثير من الحلول لدي علماء الغرب (وليس علمائنا في هذا المجال) ولكن وجهة نظري هي اننا نحتاج إعادة نظر و تقييم لتكنولوجيا التواصل قبل ان نختارها اسلوب حياة الي جانب إحتياجنا لوضع معايير حقيقية عن ماهو صواب و ما هو خطأ حتي لا نصل لنقطة اللاعودة ....



و لهذا كان عنوان المقال اخترناه. الأهم ماهو الحل من وجهة نظرك ؟

الاثنين، 13 يناير 2014

انا..... 2034



  • تابعت منذ أيام صفحة  (STP) أحد الأنشطة الطلابية بجامعة القاهرة وتحت هاشتاج #أنا_2034 وجدت مجموعة شباب يكتبون عن أحلامهم بعد 20 سنة من الآن، وجدت جرعة من الحماس و التفاؤل التي لابد من توافرها لشباب في أوائل العشرينات، منهم من يحلم أن يكون صاحب مشروع خاص و أخري تريد أن تصبح أصغر وأهم رئيسة وزراء في مصر و آخر يريد أن يصبح مسئول وكالة ناسا لأبحاث الفضاء ، كلها أحلام جميلة و مرجوة لكن يظل العائق الدائم أمامهم هو الواقع الذي أصبحنا نحيا داخله واقع سياسي بذيئ ، إقتصادي سئ ، إجتماعي متعفن و لكن كل هذه السلبيات المحيطة حولنا لم تمنع هولاء الشباب من الحلم بمستقبل أفضل لهم و لأطفالهم و علي النقيض من هذا نجد في فيديو صورة شباب (STP) في الشارع مع مجموعة مختلفة و متنوعة من أفراد الشعب أحد الأشخاص فوق 40 سنة وهو يقول بعد عمري دة جي تسألني شايف نفسك إزاي بعد 20 سنة ؟
    وبعد ان عدلو السؤال و سألوه بشكل آخر قال لهم الستر .... هذا الرجل ومثله الكثير من أبناء هذا الوطن لا يفكرون كثيراً في الغد فهم يفكرون في اللحظة التي يعيشوها ولا يعبأ بغيرها. هذا هو الفرق الجلي بين جيلين جيل يحمل شعار (الثورة) و جيل آخر يحمل شعار"قول ياحيطة داريني " الفرق ليس بيننا و بينهم فرق تكنولوجي أو أيدلوجي ...الفرق بين جيلنا والجيل الأكبر منا هو فرق الحلم ،الحلم الذي كان سلاحنا أمام نظام ديكتاتوري حكم بالسيف و النار هو الذي أسقطه والحلم هو الذي يجعلنا نستمر في الحياة في هذه البلاد و هو الذي يجعلنا نأمل في غد أفضل لنا. قبل أن أعرف ما هي نتيجة الإستفتاء وقبل أن أعرف من هو الرئيس القادم يجب علي الحكومات المتعاقبة أن تتعلم و تتأقلم علي أن هذا الجيل لا يقبل الخطأ ، لايقبل الفشل ، لا يقبل سوي من يحترم عقله و يحترم رغبته التي دائما و ابدا ينادي بها.

  • مصر تغيرت ياسادة و لن تعود مصر كما كانت قبل 25 يناير سنة 2011 لو كان الحلم بالهجرة و السفر سهل فإن الحلم بمصر أفضل لأبنائها هو السهل الممتنع ، سهل في حديثنا و كلامنا و أرائنا و صعب في تحقيق هذا الحلم. وإن كانو قديماً يقولون مصر هبة النيل، فالآن نستطيع أن نقول مصر هبة حلمها فأحسنوا أحلامكم ....