الخميس، 16 مايو 2013

اللعب في التعليم



من منا لم يمر علي مراحل التعليم المختلفة ؟
من منا لم يلعب العاب في حياتة؟
من منا لم يتعلم شئ جديد في كل لعبة كان يلعبها ؟
من منا لم يشتكي من سوء التعليم في بلادة بخاصة مصر؟
اليس هذا غريباً ان يكون التعليم في نظر المتعلمين سئ ! حتي في امريكا حيث تقع افضل 10 جامعات في العالم (بحسب إحصاءات سنة 2012) يكون هناك شكاوي عدة من التعليم ؟!

دعونا ننظر لهذة المشكلة من منظور مختلف و يعرف التعليم على انه المهارات والمعارف والقيم الجديدة التي يمارسها الشخص بنفسه والتي يكون القصد منها اكتساب مهارات ومعارف وخبرات كما انه مرتبط بشكل جوهري بالتربية فهي اساس من اساسيات التعليم .
ولكن لماذا لا يكون تعلمنا بشكل مختلف يسهل علي الطالب الفهم و يوصل له التعليم بشكل افضل ؟
في البداية سأروي لكم قصة روها هيردوت عن مملكة ليديا(تركيا حاليا) قبل 2500 سنة عندما حل زمن المجاعات فيها وبدا الناس في المملكة يتقاتلون علي الطعام والشراب فكر ملك ليديا في حل مختلف وهو إختراع لعبة تكون اول لعبة عرفها البشر(كما يقول هيردوت) وهي لعبة (النرد) فقرر ان تكون سياسة المملكة ان الناس يأكلون في يوم واليوم الذي يليه يلعبو النرد حتي ينسون انهم لم يأكلو طوال اليوم وفي اليوم الذي يليه يأكلو ليلعبو النرد في اليوم التالي وهكذا استطاع الملك ان ينجي هو وشعبة طوال 18 عام من خطر المجاعات ..ولكن بعد فترة إزدات المجاعة بشكل غير مسبوق فقرر ان يقسم مملكته نصفين و يكون علي النصف الخاسر ان يترك المملكة في مغامرة شيقة ليبحث عن ارض جديدة ليعيش بها ! وكانت هذة خطوة مجنونة ولكنها كانت الحل الأمثل حينها ، وهكذا عاش الملك ونصف مملكته في رخاء تلي تلك المجاعة .

دعونا ننظر إلي بعض الإحصائيات والدراسات التي خرجت من جامعه كارنيجي :-
- ان الشخص عندما يبلغ 21 عام يكون عدد الساعات التي لعبها 10.000 ساعه .
- ان عدد الساعات التي يقضيها الطالب في النظام التعليمي الأمريكي يصل إلي 10.081 ساعة (من الصف الخامس الإبتدائي وحتي التخرج من الثانوية إذا لم يتغيب الطالب طوال السنة).
- يقضي أكثر من 1.2 مليار شخص أكثر من 3 بلايين ساعة أسبوعيا علي الألعاب الإلكترونية من خلال online games-video games
- من المتوقع ان يزيد عدد اللاعبين خلال ال10 سنين القادمة إلي مليار أخر .
- كما  ان اللاعبين الذين يلعبون بتلك الألعاب يشعرون بحماس أكثر عندما يلعبون لعبة ما تنقذ شخص ما .
- واكدت الدراسات علي ان الشباب يشعر براحة أكثر في العوالم الإفتراضية(الإنترنت) أكثر من عوالمهم الطبيعية ويستطيعون ان يحققو علي هذا العالم الإفتراضي مالا يعتقدون انهم يستطيعون فعله في الواقع .

ومن هنا يأتي مصدر الحل لمشكلة التعليم الا وهي إستبدال او إدخال الألعاب في التعليم بمعني اننا قادرين علي توصيل ما تضعه لنا المناهج التعليمية في شكل ابسط و افضل في شكل لعبة يلعبها الطلاب و ندخل علي هذه اللعبة ما نريد ان نعلمه للطلاب؛ فمثلا إن كنا نريد ان ندرس للطلاب معركة عين جالوت لم لا نضعها في لعبة و علي كل طالب ان يدخل اللعبة و يمر بمراحل اللعبة المختلفة و اثناء لعبة لتلك اللعبة نوصل لة الحقائق التاريخية عن المعركة و عن حال مصر و العرب حينها وعن قوة المغول وما فعلوة في البلاد وغيرها من المعلومات في شكل بسيط بحيث انة مع  إنتهاء الطالب من هذة اللعبة يكون درس ما نريد ان ندرسه له في مدة كبيرة ! وينطبق هذا الحل في مختلف العلوم و المناهج .
كما يقول الكاتب (مالكوم جلاديول) في كتابة (القيم الشاذة) ان الشخص إذا مارس شئ ما لمدة 10.000 الاف ساعة فإنة حتما سيمارسه كما يمارسه أعظم الناس في مجالة.

اعلم ان الموضوع قد يكون فية بعض المشاكل التقنية و بعض المشاكل المتعلقة بأنتشار أجهزة (الكمبيوتر ) في مصر حيث ان الكثير ليس لديهم (كمبيوتر) ولم يتسخدمو الإنترنت إلي جانب بعض المشاكل المالية في بداية تنفيذ المشروع .
لكن اعلم ايضا ان سوق التكنولوجيا في مصر يتوسع بشكل كبير كل يوم حيث تقول بعض الإحصائيات ان سوق التكنولوجيا في مصر تقدم بنسبة 22% العام الماضي إلي جانب انة من المتوقع ان يرتفع معدل سوق البرمجيات في مصر ليصل الي 34% سنة 2013 من حجم السوق كما تتمع مصر ببنية تحتية في مجال التكنولوجيا رائعة تمكنها من تنفيذ افكار جيدة جدا تخدم التعليم و تغير حياة المصريين.
ويستطيع علماء التربية و علم النفس ان يبدؤا في اجتماعات مع المبرمجين في وضع خطط للآلعاب تتيح للدارسين فهم المحتوي العلمي بشكل جيد.
الجدير بالذكر ان هناك العديد من الدول تفكر بشكل جدي في تطبيق هذة الفكرة خلال السنوات القليله القادمة.

قد يري البعض ان ما اطرحه مجرد فكرة او حلم ولكني لا اريد ان اتكلم عن مشاكل التعليم في بلادنا لأن الكل يعرفها و لأني اعتقد انه يجب ان نكف عن كثير من الكلام ونضع الكثير من الحلول وننفذها لنغير كل ما نعانيه من مشاكل.

لمزيد من المعلومات
يرجي مراجعة كتاب : (مالكوم جلاديول) في كتابة (القيم الشاذة)

او مشاهدة هذا الفيديو :
http://www.ted.com/talks/jane_mcgonigal_gaming_can_make_a_better_world.htm

هناك 13 تعليقًا:

  1. احنا هنا طول السنه لعب النرد عباره عن ان شنطه الطلاب انها تكون مليانه على الاخر والمواد كلها الطلاب تحفظها متفهمهاش وفى الاخر الامتحان يكون فى اسئله خارج المنهج اللى هما حافظينه وفى الاخر بيدرسوا مواد ويشتغلوا حاجه تانيه ولا حد فاكر اصلا اتعلم ايه ! وفى النهايه يجى وزير تعليم يخلى فى سته ابتدائى ويجى غيره يلغيها وهكذا وكإن مشكله التعليم ان الابتدائيه تكون خمسه ولا سته !

    ردحذف
    الردود
    1. مشاكل التعليم لا تنتهي خاصة في بلادنا ، خلينا نحاول نحلها ونضع افكار جديدة تحدث تغير في التعليم

      حذف
  2. مقال كويس جدا و عجبني انك حورت الفكره كويس عن الجيمز بس في مشكله انت ملكش سوق جيمز هنا في مصر ولا مسبقات ولا حاجه المسبقات بتبقي صغيره انت تعرف ان لعبه warcraft كان معمول عليها مسابقه علي مستوي العالم و الفائز بياخد 1000000 دولار غير الهدايا التانيه الكتير غير الجيمز الي هما بيفتتحوها الجيمز لو دخل في التعليم هيبقي حاجه عظيمه و بالتوفيق في مقالات الجايه يا صديقي

    ردحذف
    الردود
    1. الطريق مش سهل لكن دة مش يمعننا اننا نحاول نغير و نخلي تعلمنا افضل ، بكرة احلي ان شاء الله

      حذف
  3. مبدأياً احيك على المقال الاكثر من رائع......
    ثانيا :ان اكثر ما جذبنى للمقال هو العنوان ..وإن كان ليا تعليق عليه لان هناك فرق بين التعليم والتعلم لان اسلوب اللعب يكون بالتعلم وليس التعليم "للإستزادة راجع اكاديمية جيل "
    فقد صدقت فى كثير جدااا مما ذكرت فى فى المقال لكن فعلاً أرى الامل كبير فبالعض يطبق تجربة التعلم باللعب بنجاح كبير دون دراية بقيمتها العلمية .
    فى النهاية مقال رائع ويمس قضية اراها من اهم قضايا العصر وعصب قيام مصر الكبرى

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلا يامصطفي علي كلامك الرائع ولكني قصدت المعني العامي لللعب في التعلم وليس المعني الأكاديمي ، انا مقتنع ان اليوم و بكرة سيتغير كثير من المشاكل . بكرة احلي

      حذف
  4. بحب طريقتك في الربط بين الاحداث و المواقف .. بيسهل الموضوع و بيوصل الفكره من غير ما الفاريء يمل ولا يحسو صعب
    Keeeep
    مين عارف .. مع دخول التكنولوجيا بالطريقه الهجوميه دي في حياتنا تقدر تقول الفكره دي هتكون موجوده يوما ما ليه لاء !

    ردحذف
    الردود
    1. اليابان طبقت الفكرة دي من سنة 2011 وكندا هتطبقها السنه اللي جاية و بق في حجات جديدة في العلم زي E-learning و غيرها كتير المهم ان احنا نبدء و نطبق

      حذف
  5. مقال جميل اوى واكيد مش دا هيكون الشكل النهائى
    واتمنى ان فعلا يتم عليه بعض التعديلات التقنية والصحية عشان يتنفذ بالشكل ال يليق بثقافة المجتمع وينال التقبل العام من الناس
    احييك على المقال

    ردحذف
  6. مقال رائع ومفيد وياريت يطبق فى بلدنا لان غير انه هيعلم الاطفال والطلاب بطريقة مختلفة وهيخليهم عباقرة ده هيوفر لدولة كتير جدا
    وتسلم ايدك

    ردحذف
  7. هايل دى فكرة جديدة جدا، إلى جانب ده فى رأى مواد وساعات دراسية بتتهدر مع انها ممكن تخلص فى ورش عمل. انا مثلا بدرس دبلوم اعلام فى سنتين وحوالى 30 كتاب، فى حين بستفيد فى ورشة عمل لمدة اسبوع اكتر من اللى استفدته فى الدبلومة لحد دلوقتى
    نقطة تانية بالنسبة للجزء ده
    كما يقول الكاتب (مالكوم جلاديول) في كتابة (القيم الشاذة) ان الشخص إذا مارس شئ ما لمدة 10.000 الاف ساعة فإنة حتما سيمارسه كما يمارسه أعظم الناس في مجالة.
    http://www.youtube.com/watch?v=5MgBikgcWnY&list=PL7C0A7080E69CF9EB&feature=share&index=41
    شوف الفيديو ده
    موضوع 10.000 ساعة ده علشان تبقى توب فى حاجة يعنى مثلا تبقى بيهوفين فى المزيكا وده مش مطلوب كل المطلوب علشان تبقى فى مستوى مقبول فى حاجة 20 شاعة بس :)

    ردحذف